بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ...} ( البقرة : 185 ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين )) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وفي لفظ آخر لمسلم والنسائي (( فتحت أبواب الرحمة ))، زاد النسائي في رواية (( فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، مَنْ حُرمَ خَيرَهَا فقد حُرِم )) يعني من حُرِم إحياؤها بالعبادة فقد حُرِم الأجر العظيم الذي أعده الله لذلك .
فضل صيام رمضان وقيامه
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) أخرجه البخاري ، وابن ماجه ، والترمذي واللفظ له، زاد في رواية : ((وما تأخر ))، قال الحافظ في الفتح: أخرجه أحمد عن عبادة بن الصامت من وجهين بإسناد حسن .
وقال الحافظ المنذري : انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ، وإسناده على شرط الصحيح ، وزيادة الثقة مقبولة كالحديث المستقل ، وفي رواية للترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه وابن حبان ، والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : (( ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة )).
وعند أحمد ، وابن ماجه ، والطبراني ، ورجاله ثقات ، عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً : (( ولله عند كل فطر عتقاء من النار ))، أي بعد إتمام صوم كل يوم ، تعجيلاً منه بإعطاء الأجر عند تمام العمل .
وللبخاري ، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جُنَّة -( يعني وقاية من المعاصي أو حصن منيع من النار ) - فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرفُثْ ولا يَصْخَبْ فإن سَابَّهُ أحدٌ أو قاتله فَلْيقل : إنِّي امرُوٌ صائمٌ ، والذي نفسُ محمدٍ بيده لَخُلُوفُ فَمِ الصائم أطيب عند الله من رِيح المِسْك ، وللصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )) . واللفظ لمسلم.
الصيام والقرآن يشفعان
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان )) ، أخرجه الإمام أحمد ، والطبراني ورجاله رجال الصحيح ، وأخرجه الحاكم وقال : على شرط مسلم.
وأخرج البخاري ، ومسلم ، والنسائي - واللفظ للبخاري - عن ابن عباس رضي الله عنهما (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أَجْوَدَ الناسِ ، وكان أَجْوَدَ ما يكونُ في رَمَضَانَ حين يَلْقَاهُ جبريلُ ، وكان يلقاهُ في كل ليلةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارسُهُ القرآن ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أجودُ بالخيرِ مِنَ الريح المُرْسَلَةِ )).
الترغيب في تفطير الصائمين وما ورد في الدعاء لفاعله
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه مرفوعاً : (( مَنْ فَطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجورهم شيئاً )) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان.
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه مرفوعاً : (( مَنْ فطر صائماً أو جهز غازياً فله مثل أجره )) ، أخرجه البيهقي ، وبمعناه الإمام أحمد ، وأخرج الطبراني مثله عن عائشة ، والديلمي عن علي.
وأخرج ابن ماجه : (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفطر عند سعد بن عبادة فدعا له فقال: أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة)).
التحذير مِمَّا يؤثر على ثواب الصائمين
1) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) أخرجه البخاري ، وأبو داود ، وابن ماجه ، واللفظ للبخاري.
2) وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( الصيام جُنًةٌ من النار كجُنَّةِ أحدكم في القتال ما لم يخرقها بكذب أو غيبة )) أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه.
3) عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : ((رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورُبَّ قائم حظه من قيامه السهر )) أخرجه الطبراني ورجاله موثوقون.
4) وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر )).أخرجه البغوي في المصابيح وحسّنه.